عدد المساهمات : 162 تاريخ التسجيل : 08/07/2009 العمر : 34
موضوع: تــركــمــان الــــعــراق الخميس يوليو 16, 2009 4:20 am
تركمان العراق من هم التركمان؟
التركمان قبيلة من القبائل التركية التي وفدت من وسط أسيا، وتحديدا من منغوليا موطنهم الأصلي. الفرق بين التركمان والأتراك هو كالفرق بين العدنان والقحطان أصل العرب. أما ألاختلاف اللغوي بينهما هو كاختلاف اللهجة العربية العراقية و اللهجة العربية السورية، ( مازالت اللهجة التركمانية تحتفظ بنسبة 40% من المفردات العربية بخلاف اللهجة التركية التي أدخلت إليها، بعد تأسيس الجمهورية التركية، المفردات الإنكليزية والفرنسية بنسبة أكثر من 30% بدلا من المفردات العربية، وما زال التركمان يعتمدون الحروف العربية في الكتابة).
تشير الوثائق التاريخية إلى أن الحضور التركماني الحقيقي في العراق، الذي دونه التاريخ، يعود إلى أوائل الفتح العربي الإسلامي. أن معظم أفراد الجيش الإسلامي بقيادة (عبيد الله بن زياد) عام (54هـ) الذي فتح تر**تان، كانوا من المحاربين العراقيين، الذين استقروا هناك وتزاوجوا مع التر**تانيين. ولم يكتف العراقيون بالاستقرار والتزاوج مع الترك أو التركمان بل انهم بعثوا بالمقاتلين التركمان ليستقروا بدورهم في العراق. يقول الطبري في كتابه الشهير (تاريخ الأمم والملوك ): ((إن عبيد الله بن زياد قام في شهر ربيع الأول سنة 54 هـ (673 م) بهجماته عبر (جيحون) على (بخاري) ثم على (بيكند) فقاومه الجيش التركي تحت إمرة الملكة (قبج خاتون) مقاومة شديدة جدا، جلبت انتباهه وإعجابه لما لمسه فيهم من شجاعة فائقة وحسن استعمال الأسلحة، فاختار منهم ألفي مقاتل يحسنون الرماية بالنشاب فبعثهم إلى العراق وأسكنهم البصرة)). (ص 221 ـ ج 4)، أشار إليه الكاتب العراقي سليم مطر في كتابة القيم جدل الهويات. يلاحظ أن هناك خلطا غير متعمد في كتب التاريخ، بين التركمان وبين الأتراك، فعند وجوب الإشارة إلى التركمان يذكر المؤرخون الأتراك وبالع**. فأن الذين أستقدمهم عبيد الله بن زياد كانوا من التركمان، الذين انصهروا مع العراقيين واستعربوا مثل الآلاف المؤلفة من المهاجرين من مختلف البلدان التي طالها الفتح العربي الإسلامي. وخلال اقل من قرن، تنامى الوجود التركماني في العراق بحيث أصبحوا جزءا من الجيش الأموي المقيم. وقد بلغ الحضور التركماني والتركي ذروته في العصر العباسي عندما بدأ الضعف ينتشر بين القبائل العربية المهيمنة وفقدانها لروحها البدوية المحاربة بعد استقرارها في العراق وتمتعها بحياة الخصب والرفاهية. وقد وجد القادة العباسيون في الترك والتركمان البديل المطلوب لاحتفاظهم بروحهم الرعوية المحاربة ولشجاعتهم وبسالتهم في سوح القتال، وخصوصا في مواجهة خطر الجماعات الرعوية الأوربية القادمة باسم الحروب الصليبية..
أستقدم الخليفة العباسي المعتصم بالله، (50) ألف محارب من ( أخواله) التركمان واستخدمهم في الجيش وبنى لهم مدينة ( سر من رأى ( سامراء الحالية) في شمال عاصمة الخلافة بغداد). توسع وأمتد نفوذ التركمان والأتراك في الدولة العباسية، شملت جميع مرافق السلطة إلى أن وصل بهم الأمر، في القرن الأخير من حكم الدولة العباسية، إلى خلع وتنصيب الخلفاء أنفسهم. واستمر الحضور التركماني مع بروز دور مؤسس الدولة العثمانية آل طغرل بن سليمان شاه التركماني، قائد أحد قبائل التركمانية النازحين من سهول آسيا الغربية إلى بلاد آسيا الصغرى.
رافق المحاربون التركمان جحافل التتار( من الأصول التركية) الذين اجتاحوا بغداد و دمروها واحتلوها عام 1258 الميلادية، واستوطنوا العراق منذ ذلك الحين. أعتنق التركمان الوافدين مع التتار الدين الإسلامي الحنيف (القبائل التركمانية التي رافقت حملة التتار كانوا وثنيين) ومن ابرز شواخصهم الباقية حتى الآن، جامع وخان المرجان في وسط بغداد.
أسس التركمان دويلات عديدة في العراق منها دولة أق قوينلو وقرة قوينلو والدولة الاتابكية في أربيل، ثم تعاقبت القبائل التركمانية من القــجار والسلجوقيين ( الأتراك) على حكم العراق لغاية سقوط بغداد عام 1454 ميلادية على يد العثمانيين التركمان، وأستمر حكمهم ( تناوبت الدولة الصفوية في إيران حكم العراق لفترات متقطعة، الصفويون من القبائل التركية سكنت بلاد الفارس. ذاق العراقيون الأمرين من الخلاف التركماني – التركي، وبسبب هذا الخلاف، بين القبلتين، أجبر إسماعيل الصفوي أهل بلاد فارس، إيران الحالية، باعتناق المذهب الشيعي) لغاية الاحتلال الإنكليزي للعراق العام 1917 الميلادي. وفي عام 1926 أبرمت اتفاقية بين الحكومتين التركية والبريطانية حول تبعية ولاية الموصل (وتشمل أربيل وكركوك والسليمانية)، تشير أحدى فقرات هذه الاتفاقية إلى حرية اختيار العراقيين من الأصول التركمانية، بين البقاء في العراق أو الهجرة إلى تركيا. وقد فضل التركمان البقاء في العراق ألا عدد قليل فضلوا الهجرة إلى تركيا والاستقرار فيها. ما يعنينا من هذه المقدمة المختصرة هو استيطان أجداد التركمان الأوائل في العراق منذ ثلاثة عشرة قرنا ونيف. شاركوا إخوانهم العراقيين السراء والضراء وقدموا التضحيات والشهداء في حروب العراق ومعاركه وثوراته، وعانوا من ظلم ومآسي حكامه أسوة ببقية إخوانهم العراقيين، ورفدوا وطنهم العزيز بشخصيات بارزة ساهموا في بنائه ودافعوا عن أمنه واستقراره وتثبيت استقلاله وقد برز الكثير من أعلام الحضارة العباسية من أصول التركمانية، مثل الفارابي والبخاري والخوارزمي والبيروني والسرخسي والعديد العديد غيرهم، من الذين للأسف احتسبهم المؤرخون القوميون ظلما على (الإيرانيين!!).كما برز العديد العديد من الشخصيات العلمية والثقافية والأدبية والسياسية، بعد تشكيل الحكومة الوطنية العراقية عام 1921، نذكر منهم في هذه العجالة على سبيل المثال لا الحصر ، حكمت سامي سليمان و الوزير عزت كركوكلي ( وزير الأشغال في أول وزارة عراقية بعد تشكيل الحكومة العراقية عام 1921)، ويقال أن ( نوري السعيد نفسه كان تركمانيا)، والعلامة مصطفى جواد والشاعر عبد الوهاب البياتي والشاعر حسين مردان والأديب الشاعر نصرت مردان والأديب إبراهيم الداقوقي والشاعر ده ده هجري والأديب وحيد الدين بهاء الدين والأديب الموسوعي عطا ترزي باشي، ومن كبار ضباط الجيش غازي الداغستاني والزعيــم ( العميد) عمر علي واللواء مصطفى راغب من أبطال معركة فلسطين عام 1948، والفريق يالجين عمر عادل والقانوني البارز نور الدين الواعظ والعديد من الوزراء والسفراء ومئات من كبار الموظفين والقضاة والمهندسين والأطباء....الخ.
موطن التركمان في العراق
موطن التركمان في العراق يمتد من قضاء تلعفر شمال محافظة الموصل وينحدر إلى جنوب شرقها باتجاه محافظة أربيل ( نصف سكان أربيل من التركمان من بقايا الدولة الاتابكية التركمانية) ويمتد جنوبا إلى ناحية التون كوبري باتجاه محافظة كركوك، ثم جنوبا باتجاه ناحية تازة خورماتو وقضاء طوز خورماتو، ثم ناحية بيات وقضاء كفري، وينحدر إلى جنوب شرق العراق إلى محافظة ديالى وخاصة قضاء الخانقين، وناحية زرباطية والسعدية وجلولاء. ويقطن في محافظة بغداد الآن بحدود (50) ألفا من التركمان. من الناحية المذهبية ينقسم التركمان إلى حوالي 55% من السنة، و45% من الشيعة. يقطن السنة في مدن، أربيل والتون كوبري وكركوك وبيات وكفري وخانقين وجلولاء وزرباطية والسعدية؛ أما الشيعة فيقطنون في تلعفر وتوابعها في محافظة الموصل وفي مركز مدينة كركوك ( حوالي 35% من التركمان في مركز مدينة كركوك من الشيعة)؛ وناحية تازة خورماتو وطوز خورماتو وعدد من القرى التابعة لهما. بلغ عدد نفوس التركمان حسب إحصائية التعداد السكاني لعام 1957 (950 ) الف نسمة. قدرت المصادر الحكومية عدد نفوسهم عام 1997 بـ ( 900) الف نسمة فقط ( أي بنقصان (50) الف نسمة عما كانت عليه عام 1957، وهذا الرقم بحد ذاته يبين مدى الإجحاف الذي لحق بهذه القومية في العراق في ظل النظام السابق؛ وطمس، ليس هويتهم فقط، بل وجودهم أيضا. على أية حال فان المصادر المعتدلة تقدر عدد نفوسهم بـ (2.5) مليون نسمة، وأما المصادر المتطرفة فتقدره بـ (5.3) مليون نسمة. وبما أن نسبة الزيادة السكانية السنوية الثابتة في الــعراق هي (8/3%)، يمكن تقدير عدد نفوس التركمان، على هذا الأساس، الآن بـ (2.6) مليون نسمة. وبهذا العدد يشكل التركمان نسبة 10% من سكان العراق تقريبا؛ كثالث أكبر قومية فيه. يسكن حوالي 40% من هذا العدد في مركز محافظة كركوك، واستنادا لإحصائية العام1957 أحتل التركمان مركز القومية الأولى في هذه المحافظة، ثم جاءت القوميتان الكردية ثم العربية و المسيحـيون. يتكون الإخوة المسيحيون في كركوك من الاثوريين، وليس آشوريين، كما يشاع خطأ، استقدمهم الإنكليز من منطقة حكاري في تركيا عام 1927، عن طريق إيران، غداة اكتشاف النفط في كركوك للعمل في شركة نفط العراق (IPC )، بعد أن رفض أهالي المدينة العمل مع الإنكليز، و كذلك من الكلدان والأرمن، بمذاهبهم الدينية، الكاثوليكية والارثذو**ية والبروتستانتية والانجيليكانية.