يا أبناء جلدي, لي فيكم أكثر من عتابٍ
متى اتخذتم من أخوتكم أعداء
ومن أعدائكم أصحابا
يا من جبتم الأرض شرقا ومغربا
أوجدتم مثل أرضي أرضا
أو مثل أعنابي أعنابا
ستعانقون، مثلكم مثل الرافدين
يتقاربان بعد ابتعادٍ
ليتعانقا بعد اقترابٍ
أغفلتم كم تسللت الأمجاد أبوابي
تارة جيئةً، وأخرى ذهابا
وهي، وإن طال غيابها
لا بد أن تطرق يوما الأبوابا
لا بد أن تطرق يوما الأبوابا
***
أنا العراق
وهل في الدنيا غيري عراق
أنا التاريخ
وأنا الذي أرسم له سياقا
أنا الغد
ولن يكون غدي إلا براقا
سل النخيل عني
سيجيبك سعفه والأوراق
سل الميدان عني
سيجيبك الأعداء قبل الرفاق
***
سيوفي الزمان لي عنده دين
وسيكون لي معه سباق
سيرحل الحزن
وسأوقع معه طلاقا
وسأعقد على الفرحِ قراني
فقد أوفيته من دمي
أكرم صداقا
وسيرجع أهلى
ويحضرون عرسي
ويشبعونني عناقا
***
لا يعلم الإنسان معنى الذكرى
إلا من فقد رفاقا
ولا يعلم الإنسان معنى الود
إلا بعد شقاقْ
ولا يعلم الإنسان معنى الاشتياق
إلا بعد فراق
ولا يعشق الإنسان وطنا
إلا من كان وطنه عراقا
احلى تحيه مني
منتظر الزيدي